الأحد، 20 أبريل 2014

جُنَّ قلبي .. فقلت يا قلبُ مهلاً

الحب الذي نحيط به الآخرين والمشاعر النبيلة التي تنطلق من محياك.. الإشعاعات التي تطل من عينيك..

كل هذه تشكل السحر الشخصي لذاتك تعبر عن قوتك واحتمالك وعطائك ووفائك..

غير أن المحب الذي يعطي، والوفي الذي يكرم، لا ينتظر المردود عن عمله وعن فعله..

يعمل تلقائيا في نشر المودة والرحمة والعفاف بابتسامة تحمل كل المعاني السامية التي تشغل فكره..

الحب هو ذلك الذي يولد القوة النفسية الفاعلة، ويطرد الخمول والكآبة والتواري والانعزال..

الحب لا يخضع إلى العجز الصحي أو الأزمات المالية ولا للحظوظ..

الحب تمرد على المعوقات يزيد القوة على العمل ويبدع الإنتاج..

الحب لا يترك فرصة للفضول أن يلج، ولا للتثبيط أن يتفاعل..

إنه العزم على القدرة، والوعي الكامل على بلوغ الهدف..

الحب ينظم النفس، فلا يدعها توزع رغباتها المتناقضة، ولا يبعثر الولع ويغرق المحب في استغراق طاقته وتوجيهها نحو هدف واحد..

الحب يجعل التوازن الصحي والرفاهية والمعرفة والعمل والثروة تتواجد في وقت واحد..

الحب لا يوصف، ولا يدافع عنه المحامون، ولا يصنعه الصيادلة، فهو ليس كبسولة ولا حقنة..

الحب لا يعرفه إلا القليلون..

أولئك الذين يعرفون الحب بهم ومعهم وينطلق منهم..

أولئك الذين عايشوه بتجربتهم وذاقوا حلاوته، فطابت أنفسهم به، ووجد له موطنا فيهم فأقام..

الحب تأبه به النساء.. ويتكلفه الرجال الذين وضعت قلوبهم في عقول النساء وقلوب النساء في عقولهم.. فأصبحت الحياة سلاما ونعيما..

الحب أهل ومجتمع ومدينة ووطن..

الحب هو الحياة.. ولا حياة لمن لا حب فيه.. ولا حب منه.. ولا حب له..

إذا كنت محبا ذاك هو الغرام..

وإذا كنت محبوبا ذاك هو الدلال..

وإذا كنت محبا محبوبا.. فذلك هو الحب بعينه..

بسم الله الرحمن الرحيم

(ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله، والذين آمنوا أشد حبا لله) صدق الله العظيم..

يقول النبي الكريم ــ صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وولده ووالده ومن الناس أجمعين).. أو كما قال عليه الصلاة والسلام.

مع تحيات الشيخ أحمد حسن فتيحي

الثلاثاء، 8 أبريل 2014

عندما يتحدد الهدف .. تتضح الرؤية

تعتبر إدارة الذات هي الأساس في إدارة الآخرين، ويعتقد البعض أن نسميها إدارة الوقت، وهي ــ حقيقة ــ لا ينطبق عليها هذا القول في مجمله ..


لكي تنجح إدارة الذات في مهمتها تحتاج إلى تنظيم .. هذا التنظيم يعتمد دوما على الإيجابيات التي لا تتطلب كمالا مطلقا، وإنما تنظيما بقدر احتياجاتك وتطلعاتك المستقبلية .. ومكانتك الوظيفية في سلم الإدارة وصورتك التي تتوق للظهور بها .. وأيضا الوجه الحقيقي لمؤسستك أو شركتك التي تعمل بها لدى المساهمين والعملاء والموردين والزملاء ..

ضع ضمن أولوياتك التفاصيل الدقيقة بين مسؤولياتك اليومية وتطلعاتك المستقبلية .. وهذا يعني أنك متجه نحو التوازن المطلوب بين إنتاجك وتطوير المستقبل.. مع الأخذ بالاعتبار سبل التسويق والبحوث .. ومقارنة واضحة بين قديم تعمل به وجديد تتطلع إلى تحقيقه ..

وهذا يقودنا إلى الاعتراف بتحديد الهدف ووصفه بدقة.. لأن مسيرتك عند تحديدها .. يصبح واضحا عندك إلى أين سيكون مآلك ..


الكثير يعتقد أنه لا داعي أن يكون منظما في أفكاره .. ويعتبر ذلك نوعا من إضاعة الوقت وأنه يسبب قلقا وتوترا .. يعيق التقدم .. وهذا أيضا نفيا لرسالة الإنسان .. الذي يستوجب أن يقف بقوة وحزم قبل أن يحيل أمره إلى فوضى تبعثر قوته التي أوجدها من القلق والوهم ..


ولاكتساب الأداء المتميز تحتاج إلى وقت تركز فيه على التنظيم المفيد .. حتى يصبح من مكتسباتك التي ترافقك أين ما تكون .. سواء في مكتبك أو سيارتك أو سكنك ..

ضع جدولا زمنيا يوميا لما ترغب أن تنجزه ورتبه حسب الأولويات .. ولا تنتظر المشكلة أن تحدث كأولئك الذين يطفئون الحرائق وقت اشتعالها.

مع تحيات الشيخ أحمد حسن فتيحي